اخبار

بأي حالٍ يا عيد

جريدة موطني


هنا نابل بقلم المعز غني

بأي حالٍ يا عيد

بأي حالٍ يا عيد

أمي …
إلى الروح الغالية التي فارقتني يوما وأحزنني رحيلها ….
إلى من مزقت قلبي بفراقها …
إلى من تركت ثغرة كبيرة في حياتي لا يملؤها سواها …
اللهم أغفر لأمي حتى لا يبقى من المغفرة شيء وأرحمها حتى لا يبقى من الرحمة شيء .
أمي …
هي التي سكبت شبابها من أجل أن ينمو شبابي ، وهي التي صرفت قواها لبناء قواي ، وهي التي تعبت لأرتاح وسهرت لأنام وجاعت لأشبع ، أي جميل طوقتني به أمي لن أستطيع أن أرده إليها إلا بالدعاء الخالص فكم أتمنى أن أغسل غبار قدميها بدموعي …
اللهم أرض عنها ونور قبرها وأجعله روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار.
أيها العيد ، ما الذي جئتَ تحمله لي هذا العام ؟
جئتَ مزهواً بالزهور ، متوشحًا بالهدايا ، تتراقص في كفّيك البهجة … لكنّ قلبي لا يعرف اليوم سوى الغياب.

هذا عيد الأمهات ( الأحد 25 ماي ) من كل سنة ، وقد رحلت أمي رحلت وتركت وراءها صمتًا لا يُطاق ، وكأن الزمن توقّف عند صوتها الأخير ، عند لمستها الأخيرة ، عند دعائها الذي كان يسبقني قبل كل خطوة.
كيف أحتفل بك يا عيد ، وأمي في عالم الخلود …؟
كيف أختار هدية ، لمن لم تعد تنتظر شيئًا سوى الرحمة …؟
كان يكفيني أن أراها تبتسم ، أن ألمح نور عينيها حين تقرأ كلماتي، أن أشعر بحنان صوتها وهو يدعو لي دون أن أطلب.
اليوم ، كل الهدايا باهتة ، وكل الورود ذابلة .
ما معنى الإحتفال؟ ، حين يغيب وجهها الذي كان يملأ البيت دفئًا؟
ما معنى عيد الأمهات؟ حين تغدو أمي ذكرى تمشي معي في الطرقات ، وترافقني في الحلم ، وتزورني في لحظات الإنكسار؟

يا أمي … يا نبع الحنان
لولا الرجاء في الله ، لولا الأمل أن نلتقي يومًا ، لكانت الحياة أضيق من أن تُحتمل لكني أرفع يدي الآن ، لا بهدية ، بل بدعاء :
اللهم أجعل قبر أمي روضة من رياض الجنة ، وأجعلها من السعداء ومن سكان الفردوس الأعلى.

كل عيد وأنت في قلبي ، كل عيد وصورتك تملأ عيوني ، كل عيد وأنا أفتقدك أكثر مما أستطيع وصفه.

بأي حالٍ يا عدت يا عيد …؟
أتيتَ لتُذكّرني بفرحةٍ سُرقت ، وبحنانٍ لا يُعوّض …
لكني رغم كل شيء ، سأُهديك دعاءً ، وسأكتبه بإسم من كانت أمي ، وما زالت ، وستظل… النور الذي لا ينطفئ مهما حييت.

—بأي حالٍ يا عيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى